الكـويـت... بصمـات تنمويـة في كـل اليمــن - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. نفاجأ بين الحين والآخر بإعلان قيام دولة الكويت الشقيقة بإنجاز مشاريع وتدخلاتٍ تنموية في اليمن، وليس في منطقةٍ بحد ذاتها بل على امتداد الخريطة اليمنية برمتها، وحقيقة الأمر قلّما تجد منطقةً من مناطقه لم تكن للكويت بصمةً تنمويةً فيها، لنتساءل عن متى وكيف تتم هذه المشاريع؟! بل لماذا بصورةٍ هادئةٍ دونما ضجيجٍ إعلامي أو صخبٍ جماهيري، كغيرها من الدول التي تقدم المنَّ قبل العسل؟!!
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
ولعل هذا هو ديدن هذه الدولة الشقيقة والأثيرة على قلوبنا، والأجمل والأروع من كل ذلك هو أن تقديمها لتلك التدخلات التنموية تحمل شعاراتٍ رقيقةٍ وجميلة، كـ(هدية الكويت)، و(إهداء من الشعب الكويتي)، و(الكويت بجانبكم)، و(الكويت معكم)، لتحمل بذلك المعاني السامية لوقوف الأخ بجانب أخيه، ولتدخله لإنقاذه من محنته وشدِّته، ومساندته في سـرائه وضـرائه، هذا الدور الذي يحمل عنواناً بارزاً وميزةً فُضلى تتحلَّى بها الكويت، وتتسم بها وتتميز وتتفرَّد، لتغرس في عقول اليمنيين وقلوبهم أعظم معاني الإخاء والوفاء، بل أعظم صور المحبة والتقدير... ولهذا كان لزاماً ذكر هذه التدخلات، ودورها في جبر الضـرر والمواساة.
ولعل هذا الأمر ليس وليد اللَّحظة أو نتاج المصادفة، بل هناك تاريخ كبير وعميق يمتد إلى عقودٍ زمنيةٍ خلت، وتحديداً إلى أوائل عقد الستينيات من القرن الماضـي، فمع بزوغ وهج ثورته السبتمبرية الخالدة، كانت الكويت من أوائل الدول العربية التي اعترفت بنظامه الجمهوري، وساندت ثورته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بل قدَّمت دعماً كبيراً له في مختلف المجالات، وأنا هنا لست بوارد الحديث عنها جميعاً بل كتابة سطورٍ عن الجانب الاقتصادي فقط، فالمجال لا يتسع للشـرح والإطناب، إنما الإيراد كذكرٍ عام، وليس التعمق في التفاصيل.
فالكويت ساهمت في إنشاء جامعة صنعاء عام 1970م، وبنت دارين للكتب بصنعاء وعدن، ومبنىً للطيران المدني، وكليةً للشـرطة، وموَّلت بناء العديد من المدارس والمستشفيات التي حملت اسم الكويت، كمستشفى الكويت الجامعي في صنعاء، ومدرستي الكويت النموذجية بصنعاء وتعز، بل (80) مدرسةً أخرى في مختلف المحافظات اليمنية، ونحو (50) مستشفى، وقدمت منحاً دراسيةً للطلاب اليمنيين في جامعاتها أو في الجامعات العربية، وساعدت أيضاً في تـمويل مشـروعات الطرق والجسور، وتوفير المياه الصالحة للشـرب، وتحسين خدمات الصـرف الصحي، وفي الفترة الأخيرة وتحديداً خلال الحرب الأهلية اليمنية (2014م حتى الآن)، قدمت دعماً إنسانياً كبيراً من خلال تقديم السلال الغذائية للنازحين والأسـر المتضـررة، سواءً بطريقةٍ مباشـرة أو عبر المساهمة في تـمويل برامج الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، ومن جانبٍ آخر ساهمت الكويت بإعادة تأهيل المدارس والمستشفيات المتضـررة من الحرب، وموَّلت العيادات المتنقلة لتقديم الخدمات الصحية للمجتمعات النائية، كما موَّلت إنشاء مشاريع إسكانية، ولعل آخرها مدينة الكويت في تعز، وقرية كُوَيت الخير لإيواء النازحين في المخا، وغيرها الكثير والكثير.
ومما سبق يتضح لنا أن بصمات الكويت التنموية في اليمن كانت شاملةً وإستراتيجية، غطَّت مختلف القطاعات الحيوية فيه، وهذه الجهود الخيِّرة جعلت منها شـريكاً حقيقياً في تحسين ظروف المعيشة للشعب اليمني عبر مختلف العقود، حتى في أوقات الحروب والأزمات.
ومن باب رد الجميل للجميل، فقد احتفظ اليمنيون للكويت الشقيق محبةً كبيرةً، ومكانةً أكبر في قلوبهم، حتى أصبحوا يطلقون اسم «الكويت» على مناطقهم ومدنهم وقراهم، وتحديداً المتطورة والمنتظمة وذات البنية التحتية الراقية، فمثلاً «بيت وَهَاس» في منطقة همدان يُطلق عليها «كُوَيْت همدان»، ومنطقة «الأَحْزَم» في مديرية الرُّجُم بمحافظة المَحْوِيت يُطلق عليها «كُوَيْت المَحْوِيت»، أو «كُوَيْت الرُّجُم»، ومنطقة «بني سَلَمَة الغربية» بمديرية وصَاب السافل بمحافظة ذمار يُطلق عليها «كُوَيْت وصَاب»، ومنطقة «خَارِف» بمحافظة عمران يطلق عليها «كُوَيْت حاشد»، ومنطقة «المَخْرَف» بمديرية اليمانية العليا بخولان يُطلق عليها «كُوَيْت خولان»... وغيرها الكثير والكثير والتي لم نستطع حصـرها كلها، فما أعظمها من محبةٍ تلك التي زرعتها الكويت في قلوب اليمنيين، وما أعظمه من وفاءٍ لهذا الوطن، الكبير بتدخلاته، العزيز ببصماته، السند عند الشدائد والمحن... حفظ الله الكويت وأهلها.
* كاتب وباحث من اليمن
كُنا قد تحدثنا في خبر الكـويـت... بصمـات تنمويـة في كـل اليمــن - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق